من رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى

من رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى وضباط وجنود القوات المسلحة المصرية فى 22 أغسطس 1969.

«إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار، ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التى هو فيها لمجرد قولنا بأنه أعجز من مسؤولياتها، ولن يتوقف دقيقة لكى يستمع إلى صوت أى جهة تطلب التحقيق والعدل، إننى أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين، وأن يتمثلوا معانيها، وأن يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها، وأن يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسؤولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هداية للأرض ورحمة، إنهم فى معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط، ولكنهم جند الله حماة أديانه وحماة بيوته وحماة كتبه المقدسة، إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب، ولكنه أصبح ضروريا أن تكون معركة التطهير أيضا، إننا أمام عدو لم يكتف بتحدى الإنسان، ولكنه تجاوز ذلك غرورا وجنونا ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتا له وبارك من حولها، ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى، ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذى بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللاعبين بالنار، سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا، ولسوف نحارب من أجل ذلك، ولن نلقى السلاح حتى ينصر الله جنده، ويعلى حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقى إلى مدينة السلام»

Scroll to Top