الأديب الفرنسى جان بول سارتر، هو أول شخص يرفض جائزة نوبل طوعا، فى عام 1964، حصل سارتر على جائزة نوبل فى الأدب، لكنه أعلن أنه لا يرغب فى قبول الجائزة لأنه كان يرفض دائمًا التكريمات الرسمية، وهذا ما أكدته جائزة نوبل على صفحتها الرسمية مرارًا.
وسارتر الذى ولد فى 21 يونيو 1905 فى العامصة الفرنسية، باريس، ورحل عن عالمنا فى 15 أبريل 1980، هو فيلسوف وروائى وكاتب مسرحى كاتب سيناريو وناقد أدبى وناشط سياسى فرنسى، حصل على نوبل حسب ما ذكرت الجائزة “لعمله الغنى بالأفكار والملىء بروح الحرية والبحث عن الحقيقة، والذى كان له تأثير بعيد المدى على عصرنا”.
وكان لسارتر مواقف عديدة لعل أبرزها هو مقابلته للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويسرد ذلك الكاتب الكبير سعيد الشحات ضمن سلسلته ذات يوم قائلا: وجهت مؤسسة الأهرام وباسم مجلة “الطليعة” التى تصدرها دعوة إلى الفيلسوف الفرنسى الشهير “سارتر” وصديقته الكاتبة سيمون دى بوفوار” لزيارة مصر، وفقا لمحمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام وقتئذ فى كتابه “الانفجار”، مضيفا: “كان الزائران وقتها طليعة حركة التجدد الثورى فى فرنسا وأروبا، فضلا عن أن سارتر كان مؤسس المدرسة الوجودية فى الفلسفة، و”دى بوفوار” حليفه الضخم فى معركة إعادة اكتشاف وتجديد حيوية المجتمعات الأوربية فترة منتصف الستينيات وما حولها”، استمرت زيارة سارتر 16 يوما، وفى 9 مارس “مثل هذا اليوم 1967” كان اللقاء مع جمال عبد الناصر بحضور هيكل.
سأل سارتر عن إسرائيل، وقال: “هناك مجموعات فى إسرائيل خصوصا من اليسار يتفهمون قضية الشعب الفلسطينى”، فرد عبد الناصر: الموضوع ليس مشكلة تفهم، وإنما يتلخص فى مشكلتين: الأولى، الهجرة لإسرائيل، وباستمرار الهجرة لن تتسع إسرائيل للقادمين إليها وستلجأ للتوسع، وهنا يؤدى إلى الحرب، والمشكلة الثانية أنه إذا كان هناك من يتفهم مشكلة الشعب الفلسطينى كما تقول من اليسار الإسرائيلى، فلا أظن أن لديهم ما هو أكثر من الألفاظ والتعاطف بها، لأن أهم حقوق الشعب الفلسطينى هى حق العودة، فإذا عادوا فسيصبحون أغلبية، وعندئذ تذوب فكرة دولة إسرائيل.