جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في مثل هذا اليوم من 54 عاما، كان اليوم الأول من أكتوبر عام 1970 يوما حزينا فى حياة المصريين، بل والأمة العربية، ففيه خرجت جموع الشعب لتودع زعيمها جمال عبد الناصر إلى مثواه الأخير مرددة: “الوداع يا جمال، يا حبيب الملايين”.
خرجت جنازة عبد الناصر في موكب مهيب شارك فيه جموع الشعب، في أكبر جنازة في القرن العشرين ضمت ما يقرب من خمسة ملايين مشيع.
فلأول مرة في تاريخ مصر، يجتمع شعبها على قلب رجل واحد، وحزنوا جميعا على رحيله.
القذافي يسقط مغشيا عليه
توافد جميع رؤساء وملوك الوطن العربي على مصر لحضور جنازة الرئيس جمال عبد الناصر ووداعه، بعد أن كانوا قد غادروها قبل ساعات حيث حضروا قمتهم الطارئة حول أحداث أيلول الأسود، بكى الجميع حُزنًا عليه؛ الملك الأردني الراحل حسين بن طلال، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، فيما سقط العقيد الليبي معمر القذافي مغشيًا عليه متأثرًا بصدمة رحيل الرئيس ناصر.
رحل الرئيس جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 إثر نوبة قلبية عن عمر 52 عاما، وتم نقل جثمانه من منزله بمنشية البكرى بمجرد إعلان وفاته إلى قصر القبة طوال الأيام قبل الجنازة لحفظه، إلى حين ترتيب جنازة تليق بمكانته، وحتى يتمكن الملوك والرؤساء العرب من الحضور.
وجاءت لحظة خروج جثمان الرئيس من قصر القبة إلى الرحلة الأبدية حيث مضى جثمان الزعيم أمام حرس الشرف الذى أدى التحية العسكرية، ونُكِّس العلم في حديقة القصر، وتوقف الموكب أمام سيارة إسعاف ليوضع بها الجثمان والكل يصيح بالدموع والانفعال: “مع السلامة ياريس”.
خرجت الملايين للمشاركة فى جنازة الرئيس جمال عبد الناصر واصطفت في منطقة الجزيرة لتهتف” “الوداع ياجمال، يا حبيب الملايين”.
وحُمِل بعد ذلك جثمان الزعيم على عربة مخصصة مخترقا شارع قصر النيل إلى مبنى مجلس قيادة الثورة.
وانطلقت مكبرات الصوت بصوت الشيخين مصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد بتلاوة آي الذكر الحكيم، وعلى الضفة الثانية للنيل احتشدت الجماهير لتوديع زعيمها العظيم.
حمل جثمان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على عربة مدفع، اصطف حولها أربعون ضابطا برتبة لواء.
فيما اصطف الملوك والرؤساء الذين حضروا في وداع عبد الناصر، وأصدر الفريق سعد الدين متولي، كبير الياوران، إشارة البدء للجنازة بإطلاق 21 طلقة في جميع أنحاء الجمهورية، بينما أطلقت مدفعية السلام بالقلعة 101 طلقة، وكذلك مدفعية السلاح بالأسطول البحري ليبدأ الموكب المهيب.
وتعذر سير الجنازة نتيجة للحشود الزاحفة، وتوقفت الجنازة عند ميدان سعد زغلول فتقرر أن يكون العزاء عند نهاية سور مجلس قيادة الثورة.