70 سنة على توقيع معاهدة الجلاء والوعي التاريخى للرئيس جمال عبد الناصر

19 أكتوبر 1954

بقلم : عمرو صابح

من مفارقات التاريخ ، انه فى يوم 18 يونيو سنة 1805 ، صدر الفرمان العثمانى بتنصيب محمد على والياً على مصر ، ليبدأ تاريخ حكم الأسرة العلوية لمصر ، الذى امتد حتى 18 يونيو 1953 ، يوم اسقاط حكم أسرة محمد على ، وإلغاء الملكية ، وإعلان الجمهورية المصرية ، وتعيين اللواء محمد نجيب رئيساً لمصر.

اللافت للنظر ان 23 يوليو 1953 كان هو اليوم المقترح لإعلان الجمهورية ، لأنه يوم عيد الثورة الأول ، ولكن جمال عبد الناصر رفض ذلك واختار يوم 18 يونيو 1953 لإعلان الجمهورية.

بعد 3 سنوات وفى يوم 13 يونيو 1956 ، انسحبت كل القوات البريطانية من مصر ، وفقاً للجدول الزمنى لمعاهدة الجلاء التى تم توقيعها فى 19 أكتوبر 1954 ، ولكن الرئيس جمال عبد الناصر للمرة الثانية رفض اعتبار يوم 13 يونيو 1956 هو يوم عيد الجلاء ، واختار يوم 18 يونيو 1956 ليصبح هو يوم عيد الجلاء.

تدخل جمال عبد الناصر بوعيه الثقافى وإحساسه بالتاريخ ، لكى يجعل يوم قيام دولة محمد على هو يوم سقوطها ، وهو يوم جلاء الاحتلال عن مصر ، وعودة حكم مصر لأبناءها.

من الجدير بالذكر ان جمال عبد الناصر فى يوم 19 أكتوبر 1954 وهو يوم توقيع معاهدة الجلاء مع أنتونى ناتنج وزير الدولة للشئون الخارجية البريطانى ، أصر على وضع صورة ضخمة للزعيم “أحمد عرابى” فى البهو الفرعوني بالبرلمان المصري حيث تم توقيع المعاهدة ، لكي يثبت أن الكفاح المصري يسير فى خط مستمر ، وأن الثائر الأخير انتصر واسترد حق الثائر الأول ضد الإنجليز.

Scroll to Top