57 سنة على إغراق القوات البحرية المصرية لنصف مدمرات القوات البحرية الإسرائيلية.
بقلم / عمرو صابح
فى يوم 21 أكتوبر 1967 دخلت المدمرتان الإسرائيليتان إيلات ويافو إلى المياه الإقليمية المصرية أمام سواحل مدينة بورسعيد فى تحدي سافر وسافل معتاد من إسرائيل.
بعد رصد المدمرتين وإبلاغ الرئيس عبد الناصر فى القاهرة ، صدرت أوامره للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد فوزي بالتعامل مع الأهداف المعادية.
انطلق سرب لنشات صواريخ مصري من طراز كومر لضرب القطع البحرية الإسرائيلية ، نجح النقيب أحمد شاكر قائد لنش الصواريخ 504 فى إصابة المدمرة إيلات بصاروخين سطح – سطح من طراز ستيكس فغرقت فى البحر ، ونجح النقيب لطفي جاد الله قائد لنش الصواريخ 501 فى إصابة المدمرة يافو أيضاً بصاروخين سطح – سطح من طراز ستيكس فغاصت فى البحر ولم تطفو مجدداً.
وزير الدفاع الإسرائيلي موشى ديان الذي صرح يوم 11 يونيو 1967 انه ينتظر بجوار الهاتف لتلقي مكالمة من عبد الناصر يبلغه فيها باستسلامه ، وجه نداء للرئيس عبد الناصر والسلطات المصرية عبر الأمم المتحدة والصليب الأحمر بالتوقف عن إطلاق النيران والسماح لفرق الإنقاذ الإسرائيلية بالبحث عن القتلى والجرحى الإسرائيليين.
كانت تلك العملية هى أول عملية فى تاريخ الحروب الحديثة ينجح فيها زورق صواريخ حربي صغير فى إغراق مدمرة كبيرة ، وبسببها تغيرت استراتيجية المعارك البحرية.
فقدت إسرائيل فى تلك المعركة القصيرة نصف قوتها من المدمرات البحرية.
وأعلنت بياناتها الرسمية عن مقتل 47 إسرائيلي وجرح 91 أخرين.
فى 24 أكتوبر 1967 جاء الرد الإسرائيلي خسيس كالعادة بقصف مصافي البترول بالزيتية فى مدينة السويس.
اتخذ الرئيس عبد الناصر قرار بتهجير سكان مدن القناة إلى داخل الجمهورية لحمايتهم من الخسة الإسرائيلية التى تتخذ منهم أهداف للعمليات العسكرية انتقاماً من الضربات العسكرية المصرية للقوات الإسرائيلية التى تحتل سيناء.
كان قرار الرئيس عبد الناصر بتهجير سكان مدن القناة إعلان رسمي بإن مصر اختارت طريق الحرب لتحرير أراضيها المحتلة فى سيناء بالقوة المسلحة ، وانها لن تسمح للإسرائيليين بإتخاذ سكان مدن القناة كرهينة لتعطيل الحرب.
اشتهرت تلك العملية إعلامياً بعملية ضرب المدمرة إيلات لأن إسرائيل ظلت لمدة طويلة تنكر نجاح البحرية المصرية فى إغراق المدمرة يافو ولأن عبد الناصر كانت لديه عقدة نفسية من البيانات العسكرية الكاذبة التى كان يذيعها المشير عبد الحكيم عامر خلال حرب 5 يونيو 1967 لذا كانت تعليماته صارمة بعدم الإعلان عن نتائج أى عملية عسكرية مصرية بدون أدلة ملموسة وبيانات خاصة من جانب العدو.
ألف رحمة ونور على أبطالنا وشهداءنا فى معركتنا ضد الهجمة الأمريكية الإسرائيلية على وطننا.