حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية.. أسرار خاصة من حياتها.. وبماذا لقبها جمال عبد الناصر؟

عظيمة من عظيمات مصر.. لقبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بقلب الثورة الرحيم، إنها حكمت أبو زيد أول امرأة مصرية تتولى منصب وزيرة، لتكون أول سيدة تفتح الأبواب أمام سيدات مصر لتولي المناصب القيادية وتحقيق الأحلام المستحيلة لتولي أعلى المناصب على أرض الواقع.

نشأة حكمت أبو زيد 

وُلِدَت في قرية «نزالي جانوب» بالقوصية محافظة أسيوط عام 1916، كان ترتيب حكمت هو الثالث بين أشقائها الثلاثة،  وكان والدها يمتلك في مسكنه مكتبة تضم خطب مصطفى كامل، وأعمال المناضلة الفرنسية جولييت آدم، ومؤلفات مصطفى صادق الرافعي؛ وكانت أمها تشارك جاراتها وصاحباتها المسيحيات في صوم العذراء، وتكتفي طيلة هذا الصوم بما يعدونه لها من طعام خال من الدهون. 

رحلتها العلمية 

كانت مدرسة حكمت أبو زيد الأولى في ديروط الشريف، والابتدائية في سوهاج ثم أسوان، وتقدمت بعدها للالتحاق بمدرسة حلوان الثانوية للبنات. 
وكما التقاليد وقتذاك، كانت المدارس الابتدائية تخلو من الطلاب؛ فذهبت لمدرسة في المحافظة تبعد عنها مئات الأمتار وفي المراحل التعليمية التالية أصر والدها على إلحاقها بمدرسة وتدرجت في المراحل التعليمية حتى حصلت على الدكتوراه من إنجلترا في الأربعينيات في الوقت الذي كانت الفتاة تكافح لتخرج من بيتها للتعليم. 

وكان والدها يعمل ناظرا بالسكك الحديد وفر لها ولشقيقتها الأكبر مني وسيلة للسفر يوميًا من قريتهما لبندر ديروط، حيث تلقت حكمت تعليمها الابتدائي والإعدادي هناك. 
أما في المرحلة الثانوية فقد تركت حكمت أسرتها والتحقت بمدرسة حلوان الثانوية (مدرسة داخلية) في الثلاثينيات من القرن الماضي، ولم يكن بحلوان حينذاك مدن جامعية فأقامت بجمعية بنات الأشراف التي أسستها رائدة التعليم نبوية موسى.

أسرار من حياة حكمت أبو زيد 

كانت حياة حكمت قائمة على أساس خلق عملية التحدي في نفسها والتغلب على العقبات التي تعوق بينها وبين متابعة العملية التعليمية؛ فحتى المدارس الابتدائية لم تكن موجودة والتحدي كان يتمثل في محاربة إخوة والدها، لأنهم كانوا يريدون منعها من التعليم، وفي 1940، التحقت بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل. 

وحصلت على دبلوم التربية العالي من وزارة التربية العالي من وزارة التعليم بالقاهرة في 1944 ثم على الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا في 1950، ثم على الدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا في 1955.

وبعد تخرجها من كلية الآداب جامعة القاهرة، عملت مدرسة في مدرسة حلوان، المدرسة نفسها التي تخرجت منها ثم ذهبت لإنجلترا في بعثة لنيل الماجستير في التربية وعلم النفس جامعة سانت أندروز بإسكتلندا عام 1950، ثم الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة لندن عام 1957. عادت أبو زيد بعد ذلك للعمل في كلية البنات جامعة عين شمس، وكانت أسماء فهمي هي العميدة للكلية عام 1955.
وبعد حصولها على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1957، تم تعيينها بكلية البنات بجامعة عين شمس، وانضمت في نفس العام لفِرَق المقاومة الشعبيَّة، حتى كانت حرب العام 1956 فبدأت تتدرَّب عسكريًا مع الطالبات، وسافرت إلى بورسعيد مع سيزا نبراوي، وإنجي أفلاطون، ولقد شاركن في كل شيء من الإسعافات الأوليَّة، حتى المشاركة في المعارك العسكريَّة وعمليات القتال ضد العدو.

منصب وزيرة الشئون الاجتماعية

 ومن عام 1962 إلى عام 1965، تم وقع الاختيار على حكمت لتتولى منصب وزيرة الشئون الاجتماعية في عهد الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر.
وعملت حكمت كأستاذة في قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، كما أنها عضوة في المجلس الأعلى للثقافة.

ماذا لقبها الرئيس جمال عبد الناصر؟

وتُعد حكمت أبوزيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر أيام جمال عبد الناصر عام 1962، وفي 1964 ساهمت حكمت في وضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية، وعندما وقعت هزيمة 1967، كلفها عبد الناصر بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية، وحققت نجاحا منقطع النظير.

 وفي 1969 قامت حكمت بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب «قلب الثورة الرحيم».

وفاتها 

توفيت حكمت عن عمر يناهز 89 عاماً في مستشفى الإنجلو أمريكان نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض. وكان قد تم إدخالها إلى المستشفى في أول نوفمبر عام 2010، وظلت بالمستشفى حتى وافتها المنية يوم 31 يوليو 2011.

Scroll to Top